الثلاثاء، 25 أغسطس 2009





علي‮ ‬فين؟
بقلم: محمد أمين
لا شيء‮ ‬يستدعي‮ ‬أن نصمت أبدًا‮.. ‬مهما كانت القضية ومهما كان المتورطون فيها‮.. ‬فآفة الإعلام أنه‮ ‬ينفجر مرة واحدة ثم‮ ‬يخبو‮.. ‬ثم‮ ‬ينسي‮.. ‬ثم تموت القضايا‮.. ‬لأن الإعلام‮ ‬يهتم باللحظة ويجري‮ ‬خلف الحدث‮.. ‬وأخشي‮ ‬ما أخشاه أن تموت قضية‮ »‬سياج‮«‬،‮ ‬وأن ننساها مع الوقت‮.. ‬فالكارثة لا تقف عند سياج وحده،‮ ‬ولا عند‮ ‬700‮ ‬مليون جنيه،‮ ‬سوف تدفعها مصر له،‮ ‬بعد لجوء‮ »‬سياج‮« ‬إلي‮ ‬البنك الدولي‮.. ‬لأن قضية سياج قد فتحت ملف التحكيم كله عن آخره‮.. ‬كما كشفت في‮ ‬الوقت نفسه،‮ ‬عن إهدار ما‮ ‬يقرب من‮ ‬7‮ ‬مليارات جنيه في‮ ‬قضايا التحكيم الدولي‮.. ‬وأرجع الخبراء الأسباب إلي‮ ‬استهتار وجهل الوزراء من ناحية‮.. ‬والجهل بالاتفاقيات من ناحية أخري‮.. ‬لدرجة أن مصر قد خسرت‮ ‬90٪‮ ‬من قضايا التحكيم،‮ ‬أمام‮ ‬غرفة تحكيم باريس،‮ ‬كما أكد محمد عادل في‮ ‬تحقيقه لهذه القضية بـ‮ »‬الوفد‮«!!‬ والكلام في‮ ‬منتهي‮ ‬الخطورة‮.. ‬ولا‮ ‬يجب أن‮ ‬يمر مرور الكرام‮.. ‬لأن مصر هي‮ ‬التي‮ ‬تدفع في‮ ‬النهاية،‮ ‬ولأن شعب مصر هو الذي‮ ‬يتحمل كل‮ ‬يوم‮.. ‬ويدفع الثمن‮.. ‬ثمن‮ ‬غباء الوزراء‮.. ‬وثمن تواطؤ الحكومة‮.. ‬وفي‮ ‬قضية‮ »‬سياج‮« ‬تحديدًا‮ ‬يجب أن نعرف حقيقة واحدة‮.. ‬أن القضية ليست قضية أمن قومي‮ ‬ولا‮ ‬يحزنون‮.. ‬إنما هي‮ ‬قضية تواطؤ‮.. ‬حين أرادت دوائر عليا أن تمنح الأرض إلي رجل الأعمال حسين سالم‮.. ‬وندخل بعدها في‮ ‬دوامة التحكيم‮.. ‬لتدفع مصر في‮ ‬النهاية من دمنا‮.. ‬فلماذا لا‮ ‬يدفع صاحب قرار ترسية الأرض علي‮ ‬حسين سالم‮.. ‬بل ولماذا لا‮ ‬يدفع حسين سالم نفسه وهو المنتفع الوحيد‮.. ‬ومن الذي‮ ‬يتحمل الـ‮ ‬700‮ ‬مليون جنيه الآن‮!!‬ ولا أصدق أبدًا أن القضية كانت تتعلق بالأمن القومي‮ ‬في‮ ‬شيء‮.. ‬ولا أن‮ »‬سياج‮« ‬كان‮ ‬يرتبط بعلاقات شراكة مع طرف إسرائيلي‮.. ‬وإلا كنا بصدد محاكمة من أعطي‮ ‬الأرض لسياج من البداية‮.. ‬فلا أظن أن صاحب قرار التخصيص‮.. ‬سواء كان وزير السياحة أو رئيس الوزراء‮.. ‬كان‮ ‬يجهل أنه‮ ‬يخصص أرضًا علي‮ ‬الحدود‮.. ‬وأن المستثمر الذي‮ ‬جاء قد‮ ‬يرتبط بعلاقات إسرائيلية علي‮ ‬نحو أو آخر‮.. ‬فأين تحريات الأجهزة الأمنية‮.. ‬وأين كان الأمن القومي‮ ‬قبل التخصيص‮.. ‬ولماذا كانت بيعًا،‮ ‬ولم تكن شراكة‮.. ‬ولا حق انتفاع‮.. ‬ولماذا‮ ‬يحصل المستثمرون علي‮ ‬الأراضي‮ ‬تمليكًا‮.. ‬بينما‮ ‬يحصل عليها المصريون‮.. ‬بالقرعة والمزاد وحرق الدم‮.. ‬أخيرًا،‮ ‬لا نريد أن تموت قضية سياج‮.. ‬لأنها ليست مجرد قضية أرض،‮ ‬انتهت بالتحكيم والغرامة‮.. ‬إنما هي‮ ‬قضية وطن‮.. ‬لا‮ ‬يراعيه أحد‮!!‬ محمد أمين

ليست هناك تعليقات: